درس اوروبا
رجاء الله السلمي
بعيدا عن المتعة التي يرسمها لاعبو أوروبا هذه الأيام وتلتوي نحوها الأعناق من كل أصقاع الدنيا لمتابعة ومشاهدة أبرز حدث مثير بعد المونديال العالمي
تبرز قيم أخرى تستحق التوقف عندها كثيرا ... لن أتحدث عن بساطة التنظيم وانضباط اللاعبين ودقة المواعيد و تقارب المستويات و خروج بطل العالم أو اختفاء وصيفه أو روح تركيا العالية .. لأن الأجمل من كل هذا تلك الجرعة الوطنية التي يشعر بها المتابع لمنافسات اليورو ..
فاللاعبون منذ الوهلة الأولى تشعر بدفق الانتماء في دواخلهم يرددون نشيدهم الوطني بروح عالية... وجماهيرهم تشاركهم ذات الحماس بعد أن غطت مدرجات الملعب .صورة معبرة وصادقة عن حقيقة الانتماء الذي لايقف عند حدود الملاعب بل تكتظ به الساحات والميادين العامة ..في المدن الكل يتفرغ لمتابعة منتخب بلاده ويعيش أجواء وطنية خالصة تعزز في دواخله الانتماء والحب للوطن هذه هي الصورة الأجمل في أوروبا ..
أمس الأول كانت تلك المشاهد تظهر مع مواجهة المانيا وتركيا وتجسد حقيقة الانتماء بين عاصمتي الدولتين وربما كانت ردة الفعل كافية للتعرف على أحداث المباراة ... من دفع هؤلاء لكل هذا الحب ؟ ومن جمعهم بتلك الكثافة ؟ ولماذا خرجوا للساحات العامة؟ ولماذا هجروا شاشاتهم الصغيرة وغادروا منازلهم؟ وحده الانتماء للوطن هو الذي فعل كل هذا .. ووحدها الرياضة هي التي تصنع هذه اللحمة وهذا التقارب ..
حب الوطن أكبر درس تقدمه أوروبا هذه الأيام ..
الا يفترض فينا الاستفادة من درس كهذا ..؟
لماذا لاتسعى أمانات المدن والمحافظات لتهيئة ميادين عامة وساحات كبرى لمثل هذه المناسبات ؟ لماذا لاتستفيد من الآخرين ؟ فالمواطنة ليست إرشادات أو حقوق مكتوبة وواجبات مطلوبة أو محافظة على مرافق وعدم تشويه جدران وحرص على نظافة شوارع.. هي قبل هذا كله انتماء وحب ذاتي.. يتغلب على كل شيء.. قد نعاني من أزمة مياه أو أزمة مساكن أو أزمة شوارع أو أزمة ضمير عند مسئول أو آخر .. لكن لاتؤثر كل هذه الأزمات في الانتماء للوطن.. الذي يجب أن يتجدد من بوابة الرياضة . وربما مشوار المنتخب القادم نحو المونديال فرصة لعمل كهذا ..
تخيلوا فيما لو حدث مثل هذا الأمر ..
أجزم أننا سنشهد صورة صادقة للانتماء .. ولن تكون الأجيال القادمة بحاجة لتعلم حب الوطن أو الانتماء له لأنها تشربته منذ سنواتها الأولى ..
إذا الرياضة أهم المصادر لتقديم جرعة وطنية خالصة.
رجاء الله السلمي
بعيدا عن المتعة التي يرسمها لاعبو أوروبا هذه الأيام وتلتوي نحوها الأعناق من كل أصقاع الدنيا لمتابعة ومشاهدة أبرز حدث مثير بعد المونديال العالمي
تبرز قيم أخرى تستحق التوقف عندها كثيرا ... لن أتحدث عن بساطة التنظيم وانضباط اللاعبين ودقة المواعيد و تقارب المستويات و خروج بطل العالم أو اختفاء وصيفه أو روح تركيا العالية .. لأن الأجمل من كل هذا تلك الجرعة الوطنية التي يشعر بها المتابع لمنافسات اليورو ..
فاللاعبون منذ الوهلة الأولى تشعر بدفق الانتماء في دواخلهم يرددون نشيدهم الوطني بروح عالية... وجماهيرهم تشاركهم ذات الحماس بعد أن غطت مدرجات الملعب .صورة معبرة وصادقة عن حقيقة الانتماء الذي لايقف عند حدود الملاعب بل تكتظ به الساحات والميادين العامة ..في المدن الكل يتفرغ لمتابعة منتخب بلاده ويعيش أجواء وطنية خالصة تعزز في دواخله الانتماء والحب للوطن هذه هي الصورة الأجمل في أوروبا ..
أمس الأول كانت تلك المشاهد تظهر مع مواجهة المانيا وتركيا وتجسد حقيقة الانتماء بين عاصمتي الدولتين وربما كانت ردة الفعل كافية للتعرف على أحداث المباراة ... من دفع هؤلاء لكل هذا الحب ؟ ومن جمعهم بتلك الكثافة ؟ ولماذا خرجوا للساحات العامة؟ ولماذا هجروا شاشاتهم الصغيرة وغادروا منازلهم؟ وحده الانتماء للوطن هو الذي فعل كل هذا .. ووحدها الرياضة هي التي تصنع هذه اللحمة وهذا التقارب ..
حب الوطن أكبر درس تقدمه أوروبا هذه الأيام ..
الا يفترض فينا الاستفادة من درس كهذا ..؟
لماذا لاتسعى أمانات المدن والمحافظات لتهيئة ميادين عامة وساحات كبرى لمثل هذه المناسبات ؟ لماذا لاتستفيد من الآخرين ؟ فالمواطنة ليست إرشادات أو حقوق مكتوبة وواجبات مطلوبة أو محافظة على مرافق وعدم تشويه جدران وحرص على نظافة شوارع.. هي قبل هذا كله انتماء وحب ذاتي.. يتغلب على كل شيء.. قد نعاني من أزمة مياه أو أزمة مساكن أو أزمة شوارع أو أزمة ضمير عند مسئول أو آخر .. لكن لاتؤثر كل هذه الأزمات في الانتماء للوطن.. الذي يجب أن يتجدد من بوابة الرياضة . وربما مشوار المنتخب القادم نحو المونديال فرصة لعمل كهذا ..
تخيلوا فيما لو حدث مثل هذا الأمر ..
أجزم أننا سنشهد صورة صادقة للانتماء .. ولن تكون الأجيال القادمة بحاجة لتعلم حب الوطن أو الانتماء له لأنها تشربته منذ سنواتها الأولى ..
إذا الرياضة أهم المصادر لتقديم جرعة وطنية خالصة.